كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم} يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم {فقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب} قال: عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده، وقالوا: إنه لا يسع حاجتنا جميعًا إله واحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز قال: قال رجل يوم بدر ما هم إلا النساء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل هم الملأ وتلا {وانطلق الملأ منهم}».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وانطلق الملأ منهم} قال: نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبي طالب يكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وانطلق الملأ منهم} قال: أبو جهل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا} قال: هو عقبة بن أبي معيط. وفي قوله: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية قالوا: لو كان هذا القرآن حقًا لأخبرتنا به النصارى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: ملة عيسى عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي في ديننا هذا، ولا في زماننا هذا {إن هذا إلا اختلاق} قال: قالوا إن هذا إلا شيء يخلقه. وفي قوله: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} قال: لا والله ما عندهم منها شيء، ولكن الله يختص برحمته من يشاء {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: {الأسباب} أدق من الشعر، وأحدّ من الحديد، وهو بكل مكان، غير أنه لا يرى.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السماء أبوابها. وفي قوله: {جند ما هنالك} قال: قريش {من الأحزاب} قال: القرون الماضية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين، فجاء تأويلها يوم بدر. وفي قوله: {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد، وارسان، وملاعب يلعب له عليها. وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع، ولا مثوبة، ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقًا {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم} [الأنفال: 32].
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ما لها من فواق} قال: رجوع {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: عذابنا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما لها من فواق} قال: من رجعة {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: سألوا الله أن يعجل لهم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى: {عجل لنا قطنا} قال: القط الجزاء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
ولا الملك النعمان يوم لقيته ** بنعمة يعطيني القطوط ويطلق

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: عقوبتنا.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: كتابنا.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {عجل لنا قطنا} قال: حظنا.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: هو النضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة أخو بني عبد الدار، وهو الذي قال: {سأل سائل بعذاب واقع} [المعارج: 1] قال: سأل بعذاب هو واقع به، فكان الذي سأل أن قال: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [الأنفال: 32] قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزلت فيه بضع عشرة آية من كتاب الله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: نصيبنا من الجنة.
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا داود ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)} أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {داود ذا الأيد} قال: القوة في العمل في طاعة الله تعالى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ذا الأيد} قال: القوّة في العبادة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {اذكر عبدنا داود ذا الأيد} قال: أعطي قوّة في العبادة، وفقهًا في الإِسلام.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {ذا الأيد} قال: القوّة في العبادة، والبصر في الهدى.
وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه السلام وحدث عنه قال: «كان أعبد البشر».
وأخرج الديلمي عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يقول إني أعبد من داود».
وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة من الليل، فيركع الركعة، ثم يرفع رأسه، فينظر إلى أديم السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء، نظر العبيد إلى أربابها.
وأخرج أحمد عن الحسن رضي الله عنه قال: قال داود عليه السلام: إلهي أي رزق أطيب؟ قال: ثمرة يدك يا داود.
وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر، ثم يرسل بها إلى السوق، فيبيعها ثم يأكل بثمنها.
وأخرج أحمد عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول: اللهم نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت الحي القيوم الذي لا تأخذك سنة ولا نوم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب المسبح.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب المسبح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه قال: الأواب المسبح بلغة الحبشة.
وأخرج الديلمي عن مجاهد رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال «هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه أوّاب} قال: منيب راجع عن الذنوب.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب التائب الراجع.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {إنه أوّاب} قال: كان مطيعًا لربه، كثير الصلاة.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب الموقن.
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)} أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن} قال: يسبحن معه إذا سبح {بالعشي والإِشراق} قال: إذا أشرقت الشمس.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {بالعشي والإِشراق} قال: إذا أشرقت الشمس وجبت الصلاة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
لم ينم ليلة التمام لكي ** يصيح حتى إضاءة الاشراق

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني أن ابن عباس قال: لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى قرأت هذه الآية {سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق}.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يصلي الضحى، ويقول: أين هي في القرآن؟ حتى قال بعد هي قول الله {يسبحن بالعشي والإِشراق} هي الإِشراق فصلاها ابن عباس رضي الله عنهما بعد.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أتى علي زمان وما أدري ما وجه هذه الآية {يسبحن بالعشي والإِشراق} قال: رأيت الناس يصلون الضحى.
وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أمر بهذه الآية {يسبحن بالعشي والإِشراق} فما أدري ما هي حتى حدثتني أم هانيء بنت أبي طالب رضي الله عنها. ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم فتح مكة صلاة الضحى ثمان ركعات، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: قد ظنت أن لهذه الساعة صلاة لقول الله تعالى: {يسبحن بالعشي والإِشراق}.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحارث قال: دخلت على أم هانىء رضي الله عنها فحدثتني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى، فخرجت فلقيت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت: انطلق إلى أم هانىء، فدخلنا عليها فقلت: حدثني ابن عمك عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الضحى، فحدثته فقال: تأول هذه الآية صلاة الإِشراق، وهي صلاة الضحى.
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن سعيد عن أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: «دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد علاه الغبار، فأمر بقصعة، فإني أنظر إلى أثر العجين، فسكبت فيها، فأمر بثوب فيما بيني وبينه، فاستتر، فقام فأفاض عليه الماء، ثم قام فصلى الضحى ثمان ركعات قال مجاهد: فحدثت ابن عباس رضي الله عنهما بهذا الحديث فقال: هي صلاة الإِشراق».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه قال: سألت عن صلاة الضحى في إمارة عثمان بن عفان، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، فلم أجد أحدًا أثبت لي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أم هانىء قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها مرة واحدة، ثمان ركعات، يوم الفتح في ثوب واحد، مخالفًا بين طرفيه، لم أره صلاها قبلها ولا بعدها.
فذكرت ذلك لابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني كنت لأمر على هذه الأية {يسبحن بالعشي والإِشراق} فأقول أي صلاة صلاة الإِشراق؟ فهذه صلاة الإِشراق.
وأخرج ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ كان لا يصلي الضحى حتى أدخلناه على أم هانىء، فقلنا لها: أخبري ابن عباس رضي الله عنهما بما أخبرتنا به. فقالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فصلى الضحى ثمان ركعات. فخرج ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللوحين، فما عرفت صلاة الإِشراق إلا الساعة {يسبحن بالعشي والإِشراق}.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: طلبت صلاة الضحى في القرآن، فوجدتها {بالعشي والإِشراق}.
وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، هي صلاة الأوابين».
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أنس رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أنس صل صلاة الضحى، فإنها صلاة الأوابين».
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والطبراني عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباء، وهم يصلون الضحى. وفي لفظ وهم يصلون بعد طلوع الشمس، فقال «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال».
وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على سبحة الضحى إلا أواب».
وأخرج الترمذي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى له الله في الجنة قصرًا من ذهب».
وأخرج أبو نعيم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلِ صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين».
وأخرج حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال، والبيهقي في شعب الإِيمان، عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الفجر، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى من الضحى ركعتين حرمه الله على النار أن تلفحه أو تطعمه».
وأخرج حميد بن زنجويه والطبراني والبيهقي عن عتيبة بن عبد الله السلمي وأبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى الصبح في مسجد جماعة، ثم ثبت فيه حتى يسبح تسبيحة الضحى، كان له كأجر حاج أو معتمر، قام له حجته وعمرته».
وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرًا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر».
وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعًا كتب من العابدين، ومن صلى ستًا كفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانيًا كتب من القانتين، ومن صلى إثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة».